الصيام والتربية على الاستجابة

عدنان بن عبد الله القطان

18 رمضان 1442هـ – 30 إبريل 2021م

—————————————————–

الحمد لله الذي يجازي العاملين بعدله، نحمده ونشكره على نعمه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

أمّا بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).

معاشر المسلمين: تربية النفس وتزكيتها من أعظم الواجبات على العبد تجاه نفسه، وأن مما يعين على ذلك، استثمار مواسم الطاعات والعبادات، وفي شهر رمضان مقاصد إيمانية وتربوية، ينبغي للعبد أن يغتنمها، وينهل منها، وإن من مقاصد الصوم، تربية النفس على الاستجابة لأمر الله عز وجل، وأمر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

أيها الأخوة والأخوات في الله:  إن الاستجابة لأمر الله تعالى، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، حياة للأرواح والأبدان والمجتمعات والدول والشعوب، يقول عز وجل في محكم كتابه، (يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ، واعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وقَلْبِهِ، وأَنَّهُ إلَيْهِ تُحْشَرُونَ).. الاستجابةُ لله والرسول صلى الله عليه وسلم هي الاستجابةُ للإسلام بكل ما فيه، استِجابةٌ شاملةٌ واسعةٌ في كل شيءٍ دعانا إليه ربُّنا ورسولُنا  صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. يستجيبُ المسلم لله في كل شؤون حياتِه، في الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، في طاعة الوالدَين، وصِلة الأرحام، والمُعاملات، في لِباسِه وهيئتِه وعملِه.. والمرأةُ تستجيبُ لله في لباسها وحجابِها وسترها وزينتها ومنزلها وعلاقتها مع زوجِها وأطفالِها. سرعةُ الاستِجابة دليلُ الصدقِ في الاستِسلام، وهي ثمرةُ العلم النافع والعمل الصالح. المُستجِيبُون لله ورسوله هم أهلُ الفلاح، وهم المؤمنون حقًّاً، الفائِزون بالمطلوب، النَّاجُون من الكُرُوب، فتقرُّ أعينُهم، وتسعَدُ أرواحُهم.

يقول الله تعالى: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) هذا هو قولُ أهل الإيمان: سمِعنا وأطعنا، ولم يقولوا سمعنا وعصينا، وإنما سمعنا وأطعنا، في المنشَط والمكرَه، والعُسر واليُسر، والشدة والرخاء.. أما المُنافِقون فشِعارُهم الإعراضُ والتولِّي، وديدَنُهم الصدُّ عن سبيل الله ومُخالفةُ أمر النبي صلى الله عليه وسلم  (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً) في الاستِجابة لله والرسول حياةُ القلبِ والعقل، حياةُ النفس والمُجتمع، حياةُ الأمة كلِّها، ولهذا كان أكملُ الناس حياةً أكملَهم استِجابة، ومن ضعُفَت استِجابتُه ضعُفَ قلبُه ونقصَت حياته وعمره، وأما من ماتَ قلبُه فلا استِجابةَ عنده،قال الله تعالى: (إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) أما الذين يرفُضون الاستِجابةَ لله ورسوله فإنهم يرفُضُون الحياةَ الكريمةَ، وليس لهم إلا الدُّون، ومصيرُهم الهلاك، ومآلُهم الدمارُ والوَبالُ، قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ، جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ) ثم يقول جل وعلا: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)… النُّكوصُ والتراجع والإحجام عن الاستِجابة، يُسبِّبُ الاختلاف، واضطرابَ الأحوال، واختِلال الميزان، وشُيُوع الفساد، وهو المُعبَّرُ عنه بالفتنة. فقد صح في الحديث أن النبي  صلى الله عليه وسلم  خرجَ يوماً فزِعاً مُحمرًّاً وجهُه يقول: (لا إله إلا الله، ويلُ للعرب من شرٍّ قد اقتَرَب، فُتِح اليوم من رَدم يأجوج ومأجوج مثلُ هذا – وحلَّقَ بإصبَعِه الإبهامِ والتي تلِيْها. فقيل يا رسول الله! أنهلِكُ وفينا الصالِحون؟ قال: (نعم، إذا كثُر الخبَث)... الأمةُ التي تستجيبُ لوحيِ ربِّها، وتُسلِمُ وجهَها لبارِئها يحسُنُ حالُها، وتتغيَّرُ حياتُها صلاحاً وإصلاحاً، ويتحقَّقُ لها الأمنُ والحياةُ الطيبة، والوحدة الصادقة بين المؤمنين، وتتحوَّلُ العداوةُ والبغضاءُ إلى أن يكونوا بنعمة الله إخواناً، كما قال  صلى الله عليه وسلم: مثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم مثلُ الجسَد إذا اشتكَى منه عضوٌ تداعَى له سائرُ الجسَدِ بالسَّهَر والحُمَّى... ويستجيبُ الله للعباد إذا استجابُوا له  سبحانه،  وهو يُقدِّرُ الاستِجابةَ في وقتها بتقديرِه الحكيم، قال صلى الله عليه وسلم: (يُسْتجَابُ لأَحَدِكُم مَا لَم يعْجلْ: يقُولُ قَد دَعوتُ رَبِّي، فَلم يسْتَجبْ لِي) يستجيبُ الله لمن استجابَ له، قال تعالى: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) ولما حصلَ الخللُ في الاستِجابةِ لله ورسولِه، مُنِعوا إجابة الله، ووُكِلوا إلى أنفسهم، ومن وكلَه الله إلى نفسِه خسِرَ وضعُفَ وذَلَّ.

وفي سُرعة الاستجابة سطَّر الأوائِلُ من السلف الصالح مواقِفَ خالِدَة يتلقَّى أحدُهم الأمرَ أو النهي، فيستجيبُ فوراً دون تردُّدٍ، يُحوِّلُه إلى واقعٍ ملموسٍ وفعلٍ محسوسٍ. وهذا يُنبِئُ عن عُمق إيمانٍ، وصدِقِ إذعانٍ. لما نزل قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) سمع منادياً ينادي: (ألا إن الخمرَ قد حُرِّمَت) فما كان من الصحابة رضي الله عنهم إلا أن استجابوا فوراً وأهرقوا الخمور، وكسروا القلال والدنان،  وحرموها على أنفسهم، وأخرجوها من بيوتهم.. ولما نزل قول الله تعالى في حق النساء، (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) استجابت نساء الأنصار، فكان الرجل يقرأ على امرأتِه وابنتِه وأختِه وعلى كل ذي قرابَته فما منهنَّ امرأةٌ إلا قامَت إلى حجابها، فلبسته تصديقًاً وإيماناً بما أنزلَ الله في كتابِه. وهذا هو الصحابي الجليل حنظلة غسيل الملائكة، الذي كان حديث عهد بعرس، يسمع نداء الجهاد من منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم فينطلق ملبياً النداء مسرعاً مستجيباً لداعي الله، ولم يتمهل حتى يغتسل من جنابته، وينطلق نحو المعركة، لتكون نهايته السعيدة، ويلقى الله شهيداً وهو جنب، فتغسله الملائكة إكراماً له، كما أخبر بذلك صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِيناً) ويقول جل وعلا: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)

فاتقوا الله عباد الله واستَجيبُوا لله وللرسول  صلى الله عليه وسلم إذا دعاكم إلى ما فيه صلاحُكم وفلاحُكم ورشادُكم وفوزُكم بالرِّضوان والغُفران، ونزول رفيع الجِنان.

اللَّهُمَ حَبَّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ، ياسميع الدعاء.

نفعَني الله وإياكم بهديِ كتابِه، وبسنَّة نبيِّه  صلى الله عليه وسلم أقولُ قولي هذا، وأستغفِرُ الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولكافَّة المسلمين من كل ذنبٍ إنه هو الغفورُ الرحيمُ.

 

الخطبة الثانية

 

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه والتابعين لهم بإحسان..

أما بعد فيا أيها المسلمون: اعلموا رحمكم الله أن للاستجابة لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، ثمار في الدنيا والآخرة،  فمن استجاب لله؛ استجاب الله له، يقول تعالى: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى) وقال عز وجل مبيناً نتيجة الفريقين: (لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ). وقال صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى.  قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى)

والمستجيب لله حي، فعلى قدر الاستجابة تكون الحياة، فهي مراتب كلما زاد العبد في الاستجابة لله وطاعة أوامره كلما زاده الله هداية وتوفيقاً. وقد شبه الله المستجيب لنداء الله ورسوله بالحي، والذي لا يستجيب بالميت، فقال: (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)

والاستجابة عباد الله سبب من أسباب إجابة الدعاء: كما قال تبارك وتعالى وهو يعد أهل الاستجابة بهذه البشارة العظيمة: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ). فالاستجابة لله سبحانه بفعل الأوامر التي أمر بها، واجتناب النواهي التي نهى عنها، وآمن به وأحسن الظن بالله جل وعلا، فإنه سبحانه وتعالى قريب مجيب دعوته. قال صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا) قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ ( أي من الدعاء) قَالَ: (اللَّهُ أَكْثَرُ) أي: فعَطاءُ الله أكثَرُ عِندَ كُلِّ دَعوةٍ أرادَ بها العَبدُ الخَيرَ. عَطاءٌ كَثيرٌ غَيرُ مَحدودٍ.

أيها الأخوة والأخوات في الله: نحن على أبواب العشر الأواخر من رمضان، وإدراكها من أعظم الفرص، فلا تحرموا أنفسكم الاجتهاد فيها، خصوصاً صلاة القيام، والتي يؤديها المسلمون في الثلث الأخير من الليل، وهو الوقت الذي يقول الله فيه:(من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له) وقال صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، و مَنْ قَامَ ليلة القدر إِيمَاناً وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) وفي حديث آخر: (مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ)

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيرها، فيعتكف فيها،  وَيُحْيِي ليلَه، ويوقظُ أهله، وما ذاك إلا لفضل هذه الليالي، وطمعاً في موافقة ليلةِ القدر، التي شَرَّفَها الله، وبارك فيها. فينبغي للمؤمن أن يجتهد في هذه العشر، ويتحرى ليلة القدر خصوصاً في الوتر من هذه الليالي، فإن الله تعالى أخفاها كي يجتهد العباد في العبادة، ويكثر أجرهم ويزداد تعلقهم بطاعة ربهم.

نسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، ويتقبل منا صيامنا وقيامنا ويتجاوز عن تقصيرنا وزلاتنا، ويجعلنا ووالدينا وأهلنا من عتقائه من النار.

اللهمَّ آتِ نَفوسنا تَقْوَاها، وزَكِّها أنت خيرُ مَن زكَّاها، أنت وَلِيُّها ومولاها..

 اللهم رحمتَك  نرجو، فلا تَكِلْنا إلى أنفسنا طَرْفَةَ عين، وأَصلِح لنا شَأننا كلَّه، لا إله إلا أنت..

اللهم آمنا في وطننا وفي خليجنا، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم وفق ولاة أمورنا، وفق ملكنا حمد بن عيسى وولي عهده رئيس وزرائه سلمان بن حمد، وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى وهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة يارب العالمين. اللهم أكشف الغمة والبلاء والوباء  عن هذه الأمة، وردنا إليك رداً جميلاً، ولا تؤاخذنا بذنوبنا وتقصيرنا يارب العالمين.

اللهم من أراد بلادنا البحرين وبلاد الحرمين الشريفين وخليجنا وقيادتنا وجيشنا ورجال أمننا، من أرادهم بشر وسوء وفتنة فأشغله بنفسه، وأجعل كيده في نحره، وأدر دائرة السوء عليه يا سميع الدعاء.. اللهم انصر عبادك المستضعفين في كل مكان. اللهم كن لإخواننا المستضعفين في كل مكان ناصراً ومؤيداً، اللهم أحفظ المسجد الأقصى مسرى نبيك  وحصنه بتحصينك وأكلأه برعايتك، واجعله في حرزك وأمانك وضمانك يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا، ونفس كروبنا وعاف مبتلانا واشف مرضانا، واشف مرضانا وارحم والدينا، وارحم موتانا وارحم موتانا برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم بارك لنا في رمضان وأعنا على الصيام والقيام وسائر الطاعات يا رب العالمين.

الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمَ وَزِدْ وَبَارِكَ عَلَىَ سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)            

           خطبة جامع الفاتح الإسلامي – عدنان بن عبد الله القطان – مملكة البحرين